أشجار الغاف كالإنسان تشبه أجدادنا كثيراً في صمودها، فهي تضرب أروع الأمثلةفي مواجهة أصعب الظروف المناخية لتقف شامخة تهدي بيئتنا أجمل ما فيها من أوراقٍوثمار وظل، الغاف هي من النباتات المحلية، رائعة في مواقفها، يطلق عليها شجرة الاتحادشجرة الشموخ، شجرة العراقة والوفاء والانتماء. وهي شجرة صحراوية معمرة مستديمةالخضرة يصل طولها إلى 12 متراً، جذعها فردي غير متفرع لعدة أمتار، غلافها رماديمشقق، خيمة الشجرة ذات أفرع متدلية تعطي التاج شكلاً مستديراً، ولأفرعها عدة أشواكقصيرة مثلثية متباعدة، أوراقها طويلة خضراء رمادية يختلف حجم الورقة باختلاف الماءالمتاح لها. أزهارها دقيقة جداً أسطوانية ولونها أصفر، والثمار عبارة عن قرون طويلةويوجد تخصرات بين البذور تسمى هذه الثمار باللهجة العامية الحنبل، تحتوي الثمار علىبذور عديدة بيضاوية بنية اللون.
للغاف دور كبير في حياةِ أجدادنا، لهذا ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالتراث، فقد كانت لهمولحيواناتهم ظلاً وغذاءً، واستخدمت أخشابها وقودا وبناء، تعد شجرة الغاف واحدةمن أكثر الأشجار البرية التي تتحمل درجات الحرارة والجفاف الشديد، وهي تنمو فيالإمارات بكثرة مع أشجار القرط والنيم والسدر.
تنمو الأشجار التي تسمى عربياً الغاف وعلمياً البرسوبس في الزاوية الجنوبيةالشرقية من شبه الجزيرة العربية أي في كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات.لأشجار الغاف فوائد بيئية منها تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال امتصاصها له،وبذلك تساعد في تقليل آثار التغير المناخي، وتتميز شجرة الغاف بقدرتها على البقاءفي الظروف البيئية الصعبة.
ولأهمية هذه الشجرة من الناحية البيئية أقيمت لها محميات منها محمية غاف نزوى،والهدف من إعلانها كمحمية هو الحفاظ على النظام البيئي والتنوع البيولوجي فيها،والسعي لإبراز دور الغاف من خلال حملات التشجيرلتسلط الضوء على كنزٍ منكنوز بيئتنا والتي يجب علينا تقديره والمحافظة عليه وأهم مميزات أشجارالغاف أنهاسريعة النمو والتكاثر، إضافة إلى تكيفها مع الأجواء البيئية المحيطة بها.
اختار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آلمكتوم، شجرة الغاف لتكون رمزاً وشعاراً لعام التسامح 2019، ليستظل الجميع بظلالتسامح والتعايش وهي شجرة نادرة جداً تتواجد بكثرة في دولة الإمارات خاصةبإمارة دبي.
ومن الجدير بالذكر، أن مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان، أمر بحفظ شجر الغاف وأوصى بالاهتمام بها، ووجه بعدم قطعها، وذلك لماتحتله هذه الشجرة من مكانة خاصة في التراث الإماراتي.