الحلم الكابوس
بقلم / شريف بدوى
الحقيقة ان كل انسان يحلم بكل ما يتمناه ويحب ان يكون ملكه، وهكذا هى الدنيا بما فيها من لذات وشهوات البشر ، قد يحلم المؤمن بانه فى الجنة وغيره يحلم بانه غنى او لديه سلطة او منصب كبير وغيره يحلم انه فى حضن فتاه يتمتع بها والعكس طبعا فالاحلام ليس لها سقف عند العقول النائمة ، عندما اتحدث عن الحلم الكابوس فهو القدرة على تحقيق الشىء دون الاحساس به فانه حلم ، فان المؤمن بالله ورسله يحلم بالجنة فى الاخرة لان الجنة بها الملذات والمتع التى يتمناها فى الدنيا وقد حرمها الله عليه فلهذا كانت امنيته الحصول عليها فى عالم اخر يسعى اليه لكى ينالها ويتمتع بها فهذه هى الجنة بالنسبة له مكافئة على ما قدمه فى دنياه ، وهناك الاثرياء فقد تحقق لهم كل شىء ممتع فى حياتهم فقد تمتعوا بكل ملذات الحياة الدنيا التى قد يتمناها الفقير او الاقل منهم قدرة على تحقيقها فاصبحت الدنيا لهم بلا طعم فمنهم من ينهى حياته بيده ومنهم من يخترع لنفسه اعمالا لا يقدر عليها غيره لكى يشعر بالحياة . ان السلطة والسعى ورائها عمل قد يكون حلم لمعظم البشر لانها تحقق له السيطرة على غيره وتجعله فى موضع السلطان ولكن تحقيق ذلك قد يتسبب فيه القدر فربما رؤساء العالم لا يعلمون كيف وصلوا الى منصب الرئيس وقد يكون تحقيق ذلك فى ماضيهم مستحيل او ليس من احلامهم ولكن قد تحقق بالفعل فى حياتهم والغريب ان حياة الرؤساء مليئة بالكثير من الاحلام ايضا ولكن بما يحلمون فان الدنيا اصبحت بين ايديهم فهل احلامهم ان يحققوا احلام شعوبهم . لا شك ان العلماء تحدثوا عن الحلم والرؤيا فقد سعى ابن عربي وابن خلدون إلى تفسير الأحلام وتحليلها وتقسيم أنواعها ومعرفة أسبابها ومصادرها، بينما لم يبدأ اهتمام علماء الغرب بدراسة الأحلام إلا حديثا ولكن المصطلح “كابوس” يشير إلى الأحلام المفزعة و المخيفة التي يراها النائم في منامه. وفي كثيراً من الأحيان تجعل الشخص يستيقظ من نومه بشكل مزعج ، فهل يكون الحلم كابوس . عندما تحلم بان الدنيا لا تنتهى والموت نهاية كل انسان وان لا وجود للبعث فانت على طريق كابوس مفزع اتمنى ان تستيقظ منه مبكرا، قد ينظر شبابنا الى بلاد الغرب وربما يعيشون فيها حياتهم اليومية ويشعرون بمدى استقرارها بدون كلمة ان شاء الله والحمد لله والدعوات بالصلاح والبعد عن الهلاك والتمنى من الله اشياء كثيرة ربما تصل الى اقل المطالب وهى الحياة الكريمة فى سكن مناسب او علاج او ما شابه ذلك من مطالب نطلبها جميعا من الله فى كل صلاة ، ولهذا نجد ان كل الديانات والاديان فى الارض التى يعبدها البشر تدعوا الى الصلاح والحب والسلام ولكن تختلف طرق العبادة بكل المقاييس . الظلم والهلاك وعدم الرضا فى درجات الحياة المختلفة واختلاف الطبقات فى المجتمعات وتنوع الفرص والنجاح والتفوق والحب والكراهية والفقر والجهل وغيرها فكل هذه المسميات قد وصفها الانسان عبر التاريخ باختلاف اللغات والثقافات فهل يعلم احد كيف جاءت ومن جانب اخر هل تعلم كيف جاء الفرعون المصرى قديما وكيف بدات حكايات هذا العصر وبالمثل كل الحضارات المختلفة، قد تكون الدنيا حلم وقد تكون كابوس فمن اذن يمنحك اياهم وهل الكفر والايمان بالله حق فمن يمنحق هذا الحق، لا شك ان الكلام والحكايات كثيرة عن الاحلام ولاكن لا تنسى اننى اكتب مقالى عن حلم