خدو المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن
بقلم / الكاتبة الصحفية د. فاتن الشعبانى رئيس تحرير أخبار العالم ومديرة جريدة الأسبوع ببورسعيد وسفيرة النوايا الحسنة
حلمى الأوحد، أن يظل عندي وطن، لا حروب ولا خراب لا مصايب لا محن، ” خدو المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن ”
ياوطن وأنتا حبيبي.. وأنتا عزّي وتاج رأسي.. أنت يا فخر المواطن والمناضل والسياسي.. أنت أجمل وأنت أغلى وأنت أعظم من الكراسي. يشهد الله والزمن..
كلمات قالها لطفي بوشناق وتركني أغرق في حسابات منطقية، بعيدًا عن الجدلية والحوارات الغير منطقية التي قتلت حياتنا
كم يساوي الوطن لو قبضت روحك غرقًا وأنت تبحث عن أربعة جدران في أقصى الأرض، بعد أن تهدم بيتك وفارقك احبابك، كم يساوي وكل منزل في مدينتك سار طلل حبيس صورة معلقة على جدران تكسوها الكآبة وأشرطة سوداء بعدد أحباب غيبهم الموت، كم يساوي وأنت تأكل وتلبس وتنام وتأمن في غربة روح وسكن ويتم وغياب كل غال .
يدفع الشرق الأوسط فاتورة موجة إرهاب عاتية، لم تبق على أخضر ويابس، إرهاب ترعرع ونمى في أحضان قوى إقليمية ودولية، خططت ومولت ودعمت ووفرت غطاء سياسي وإعلامي، تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان .
سوريا لم تغلق فاتورة الحساب الذي دفعت فيها أرواح مئات الآلاف من أبنائها دفاعًا عن أرضها، وما زال الحساب جاري، مدن تاريخية طمست أثارها ولم يبقى منها سوى الذكريات، سنوات عجاف أنهك فيها الجيش ومؤسسات الدولة السورية في حرب عصابات وقفت وراءها دول يسعى كل منها لتحقيق أهدافه الخاصة، حتى من ادعى الدفاع عن سوريا مثل إيران وروسيا، حققوا مصالحهم في تلك المعركة، فازداد النفوذ الإيراني التوسعي في المنطقة وسيطر على مجريات الأحداث، وأصبح يملك قاعدة انطلاق عسكرية في عمق الوطن العربي، واستغلت روسيا الفوضى الضاربة لكل شبر على الأراضي السورية ككروت ضغط سياسية تستخدمها في التفاوض بما يحقق مصالحها مثل قضية القرم وغيرها
الحال في العراق لا يختلف كثيرا، فنفس القوى المذكورة كانت رقما أساسيا في المعادلة العراقية المحاربة للإرهاب، فبرغم النجاحات التي حققتها القوى العسكرية المختلفة في العراق، إلا أن المشهد الأفقي يوضح لنا أن الفرحة التي عمت أرجائه بعد تحرير الموصل، هي فرحة تحرير أطلال دولة من براثن شيطان داعش، الموصل حالها حال عشرات المدن المحررة من داعش في ليبيا وسوريا والعراق، لم يبق منها إلا اسمها، وفاتورة التحرير وحرب الإرهاب كانت باهظة، ستسدد على مدار ثلاثة أو أربعة أجيال قادمة، كي تعيش في أرض تسمى أوطان،
هذا على سبيل المثال لاحصر ومايحدث فى بقية الدول العربية من مظاهرات واحتجاجات وانشقاقات بين أبناء الوطن الواحد قد تضر أبلغ الضرر بالوطن والسؤال ماذا سددت الدولة المصرية من فواتير لتحقق ما حققته من استقرار مقارنة بتلك الدول .. مصر قد تكون هي الأقل كلفة من غيرها، حسابات الخسارة والمكسب تخضع للأرقام والمنطق.
إن مصر التى ذكرها الله فى القرآن الكريم محفوظة الى يوم الدين وكما قال عنها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوى – رحمه الله – : مصر الكنانة.. مصر التي قال عنها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.. مصر التي صدرت الإسلام للدنيا كلها.. هي التي صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام، صدرته حتى للبلد التي نزل بها الإسلام.. من الذي رد همجية التتار… إنها مصر.. من الذي رد هجوم الصليبيين على الإسلام والمسلمين.. إنها مصر.. وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد.. أو حاسد.. أو مُستغِل.. أو مُستغَل.. أو مدفوع من خصوم الإسلام.. هنا أو في الخارج.
إن مصر حققت إنجازات عظيمة في توفير الأمن والأمان وستظل مصرنا الحبيبة هى صمام الأمن والأمان وستظل متماسكة وقوية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبقوة أبنائها المخلصين من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، مهما تعرضت له من أعمال خسيسة وإجرامية من قبل جماعات متطرفة لا دين لها ولا وطن، تهدف إلى زرع الفتن وإسقاط الدولة.
ستظل مصر المحبة هي الأمن والأمان، ولم لا فقد كانت هي الحضن الآمن للسيدة العذراء مريم وابنها المسيح عليه السلام من اضطهاد الحاكم الروماني الفاشي “هيرودس”، وجاءوا إلى مصر منذ أكثر من ألفي عام وباركوا الأرض التي وطأت قدم السيدة مريم عليها وهذا بتوجيه الله عز وجل ليجدوا الأمن والأمان في حضن المحروسة”، الأمر الذي يثبت للعالم أجمع بأن مصر هي بلد الأمن والأمان .
وستظل مصر باقيه شامخه بابطال مصر الشرفاء فى كل مجال ولن تسقط ابدا كما سقطت معظم البلدان العربيه لهم الله ولنا الله ولمصر العزه والرفعه وستظل مصر مرفوعه الهامه والقامه .
وتأتى الإنجازات الاقتصادية التي حققتها مصر منذ إطلاق برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، بعد حزمة من التدابير المالية والنقدية لمعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة للدولة وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس في مجمله بصورة إيجابية على المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتحسن تصنيف مصر الائتماني وفقًا للمؤسسات الدولية المتخصصة .
وقد بدأت الاصلاحات الاقتصادية تأتى بثمارها ، وأن توقعات الحكومة بتحقيق معدلات 8% بحلول عام 2022، مدعومة بحراك اقتصادى كبير للاقتصاد المصري، على جميع المستويات، مما يؤدى الى اقتراب مصر من تحقيق هذه المعدلات فى حال استمرار برنامج مصر الإصلاحي.
وأشار خبراء الاقتصادي إلى أن مصر احتلت المرتبة الثالثة بقائمة مجلة “الإيكونومست” الدورية للنمو الاقتصادي حول العالم، وذلك خلال الربع الأول من عام 2019، الأمر الذي يؤكد ويدفع في اتجاه أن الاقتصاد يواصل صعوده، وهو ما تشهد به المؤسسات الدولية الكبيرة منها مؤسسات اقتصادية عملاقة، على رأسها البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومؤسسات التصنيف الدولية وتحسن من ترتيب مصر في عدة مؤشرات.
ولست من هواة ” التطبيل أو التهليل ” ولكنى بكل صدق أتحدث إليكم بالمنطق والعقل والبراهين وأعلم مايقولة البعض على السوشيال ميديا وعلى موافع التواصل الاجتماعى من سخرية الكثيرين بقولهم
” أحسن مانكون زى سوريا والعراق ” ومايحدث أمامنا من شواهد تؤكد أن الفاتورة التى يدفعها المصريون هى الأقل خسارة مما يدفعها جيرانها من الدول العربية التى تفككت وأصبحت بلا وطن
ولا أجمل وجه بمساحيق مؤقتة، لكني أبحث عن حقيقة وسط جبال من وهم الكآبه، ما من دولة دخلتها الفوضى التي ضربت المنطقة إلا وجعلت عاليها سافلها، ولا قرية إلا وجعلوا اعزة أهلها أذلة فى سوق النخاسة.
واذا كانت مصر فى أزمة فإنها ستمر ، بإذن الله وحسب توقعات خبراء الاقتصاد لكن بعض من الإنصاف وانتم تنظرون حولكم، بعض من الواقعية بعيدًا عن انتمائاتكم السياسية، حسابات الأوطان لا تحتمل المزايدات و منهجية الهجوم والشخصنة، لا تضعوا رهانات خاسرة وتبنوا عليها ناطحات من أوهام لن تتحقق، فلو خسرتم أوطانكم لن يبقى لكم من الحياة شئ.
حلمي أن يظل عندي وطن، لا حروب ولا خراب لا مصايب لا محن، خدو المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن.