بقلم / شريف بدوى
قد سقط أكثر من مائة شهيد فلسطيني منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ، وهذا دليل على أن الإدارة الأمريكية الحالية تضع العالم العربي والإسلامي على هامش اهتماماتها ، وهذا يدعوا إلى التنبؤ بالكثير من العنف والتوتر في المنطقة علينا أن نعترف نحن العرب بأننا لا نسعى إلا لمصالحنا فقط ، فعندما نجد المملكة العربية السعودية تعارض بشدة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مع العلم أنها ألان لديها علاقات قوية مع أمريكا حيث كانت أول زيارة للرئيس الأمريكي ترامب بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا إلى السعودية إن إسرائيل لديها علاقات قوية مع عدد من الدول العربية والإسلامية وهذا يجعلني اشك أن الدول التي لم تنقل سفارتها حتى ألان إلى القدس ستغير سياستها وتحاول نقلها في وقت لاحق ، لماذا لا نعترف أمام أنفسنا نحن العرب والمسلمين أننا ضعفاء وغير قادرين على مواجهة أزمة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، قد تتماسك بعض الدول في نقل سفاراتها إلى القدس ولكن في النهاية سيتم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إن كل المؤشرات السياسية في العالم تؤكد أن جميع الدول تتجه وراء الولايات المتحدة الأمريكية لأنها الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا في العالم حتى ألان رغم التواجد الفعلي لروسيا في المنطقة ، وهذا جعل رئيسها يتخذ القرار الذي تم دراسته جيدا وهو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ، وهذا القرار لن يجرؤ أي رئيس من قبل أن يتخذه ، حيث رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذا القرار بأنه يمثل إعلانا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية السلام. مضيفًا أنّ قرارات ترامب تشجع إسرائيل على سياسة الاحتلال والاستيطان. وقال عبّاس أن الإدارة الأمريكية بهذا الإعلان خالفت جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية . ومن جانب آخر قال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس إن القرار من شأنه أن يفتح أبواب جهنّم على المصالح الأميركية في المنطقة داعيًا الحكومات العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأميركية وطرد السفراء الأميركيين كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن تغيير سياسة ترامب ستدمر عملية السلام في المنطقة ، وأنا أقول له أين السلام الذي تتحدث عنه في ظل الدمار الذي لحق بسوريا والعراق واليمن وليبيا ، حيث واجهت مصر وشعبها موجات من الإرهاب خلال الفترة السابقة واستشهد الآلاف من الجنود المصريين للدفاع عن مصر وشعبها العظيم ولن يجرؤ احد من القيادات الفلسطينية أن يدين هذه العمليات على الساحة الإعلامية . وبعد اعتراف الرئيس ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017 حتى ألان لن نشعر بتغيير حقيقي للسياسة الأمريكية تجاه القرار بل واجهت إسرائيل بشدة وعنف كل المحاولات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية بدعم من الولايات المتحدة بإعلانها أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ، كما تظاهر الآلاف من المواطنين الفلسطينيين سلميا لاعتراضهم على نقل السفارة الأمريكية للقدس مما تسبب في مواجهات مع قوات الاحتلال واستشهاد العديد من الفلسطينيين العزل أمام أعين العالم ولم يتغير شيء . كما أعلنت السعودية عقد جلسة عاجلة للجامعة العربية من خلال اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر بشأن بلورة موقف عربي موحد إزاء الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة ، والمدهش في هذا أن الاجتماع ناقش الاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني ولم يناقش القضية الأساسية وهى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وكأنه معترف بان نقل السفارة أمر حتمي لا محالة فيه الحقيقة المؤلمة أننا علينا أن نعترف بان كل المواقف العربية هي مواقف سلبية ولا تعود على الشعب الفلسطيني سوى بالدعم المالي والمعنوي فقط ، وهذا لا يغير الواقع بل سيكون مضلل للحقيقة التي يعلمها الجميع ، والواجب علينا أن نسعى إلى تطوير أنفسنا والعمل على دفع قدراتنا إلى الأفضل حتى نكون قادرون على مواجهة الدول العظمى مثل أمريكا وغيرها ، وهذا لن يحدث سوى بالتعاون والإخلاص بين الدول العربية جميعا ، وفى نهاية هذا المقال ادعوا الله ان يوفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى إلى تحقيق التطوير والتقدم من خلال التنمية والبناء حتى يكون لمصر جيشا قويا قادر على حماية المصريين والعرب أجمعين . .