يعتبر الضمير من أهم خصائص الإنسان على هذه الأرض مهما كانت شخصيته التي يكتسبها من المجتمع المحيط به وقد عرف العلماء الضمير أنه مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوك الشخص أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصّحيح، وهو إحساس أخلاقي داخلي عند الإنسان، تُبنى عليه تصرفاته ، ولا شك أن المعاملات اليومية في حياتنا نحن البشر متعلقة بالضمير مثل التعامل مع الأسرة في البيت و العمل وأيضا أثناء وجودنا في الشوارع والطرقات
إن القيم الموجودة على مدار التاريخ البشري، مثل الصواب والخطأ، والخير والشر، والعدل والظلم، تتدخل في تشكيل ضمائرنا ويمكن لهذه القيم أن تتشكل من خلال بيئة الإنسان التي يعيش فيها ؛ ، وكلما اقترب داخل الإنسان من الضمير أصبح لديه تصوراً أعلى لهذه المفاهيم، ويحدد الضمير درجة نزاهة الفرد، وهو أعلى سلطة في الإنسان لأنه يقيّم المعلومات التي يتلقاها ، ثم يحدد طبيعة التصرف إن كان خيراً أو شر
قد نختلف جميعا في شخصياتنا وأفكارنا ولكننا نتحد بأننا مصريين ولنا وطن اسمه مصر ولا تدخل للضمير في هذا ، حيث يتم الخلط عادة بين الضمير والإدراك، والتي يساء فهمها من قبل العديد من النّاس؛ فالإدراك هو وظيفة من وظائف العقل لأنه يتلقى المعلومات ويعالجها، ثم يخزنها أو يرفضها ويتم ذلك بمساعدة الحواس الخمسة، وقدرة العقل على التفكير، كالذاكرة، والخيال، والعاطفة؛ حيث تنقل الحواس إلى العقل، والذي يحكّم هذه المعلومات بدوره، ويعالجها من قبل الخيال والعاطفة، لتخزن الذاكرة هذه المعلومات أو تمسحها، ومن الجدير بالذكر أنّه كلما زادت المعلومات التي تمكن الإنسان من جمعها ومعالجتها، أصبح الإدراك والوعي لديه أكبر، كما يختلف الإدراك عن الضمير في آلية عمله؛ حيث تعد آلية عمل الإدراك معقدة جداً مقارنة مع آلية عمل الضمير والتي هي أبسط بكثير، وقد تم اختبار الإدراك في جوانب عديدة مثل: الفلسفة، والطب النفسي، والفسيولوجي، والمرونة العصبية، إلّا أنّ جانباً كبيراً من الضمير لا يزال مجهولاً حتى الآن
إن الأمم التي يختفي فيها الضمير الإنساني ينتشر فيها الفساد مهما كانت العقيدة الدينية التي تتبناها الدولة بشكل رسمي في دستورها. وعملياً الدول التي لا دين رسمي لها تعد دولاً علمانية ، والفساد في معاجم اللغة هو (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ ، والتعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق ، كما يعرف معجم أوكسفورد الإنجليزي الفساد بأنه “انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة وقد يعنى الفساد التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة
والفساد تتعدد أنواعه فهناك الفساد السياسي مثل سوء استخدام السلطة من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة كالرشوة و الابتزاز والمحسوبية، والاختلاس ، وأنا أرى من وجهة نظري أن الفساد منتشر بشكل مخيف في المجتمع المصري لعدم صلاح الضمير ولا يستطيع احد أن يقول أن سوء الحالة الاقتصادية للإنسان تجعله بدون ضمير لان الفقر ليس مبررا للسرقة كما ان اختفاء الضمير يخرج الفاسدين
إن اختفاء الضمير وانتشار الفساد سببا حقيقيا في وجود الظلم وعدم الرضا بين أفراد الشعب الواحد مما يتسبب في غياب العدالة بين الناس ، ولا شك أن كثيرا من الناس يشعرون بالظلم وعدم الرضا عن حالهم ، ولكن قد لا نعرف هل هم على حق أم على باطل فهذا مطروق لضميرهم وتحقيق العدالة ، وأنا في هذا المقال ادعوا الله أن ينصر الحق على الباطل ، كما قال تعالى: وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا -سورة الكهف:59 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد – رواه البخاري ومسلم
د. فاتن الشعبانى صحفيه معتمده ومديرة جريدة الاسبوع ببورسعيد ورئيس تحرير أخبار العالم وعضو نقابة الصحفيين المصريه وعضو اتحاد الصحفيين العرب وعضو منظمة الصحفيين العالميه وسفيرة النوايا الحسنه بمصر .