مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، الشيخ أحمد ممدوح، أن الشرع لا يمنع الاحتفال بالحب
أخبار العالم
يوم 14 فبراير من كل عام، والذى تحل ذكراها غدا الأربعاء يحتفل المصريون وشعوب العالم بعيد الحب، “فلانتاين”، وفى تلك المناسبة يحرص الشباب من الجنسين على تبادل التهانى والهدايا بينهما. وفى “الفلانتاين” أو عيد الحب، تنتشر العديد من الفتاوى من قبل مشايخ السلفية، وفى المقابل يحرص عدد من علماء الأزهر وكذلك دار الإفتاء المصرية، على استبيان الموقف الشرعى الصحيح من مشروعية الاحتفال بعيد الحب.
بدعة
أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى فتوى له على موقع “أنا السلفى” الوجهة الإعلامية للدعوة السلفية أن الاحتفال بعيد الحب بدعة لا أصل لها فى الإسلام، وهو من الأعياد غير الإسلامية، فليس للمسلمين سوى عيدين فقط، عيد الفطر وعيد الأضحى. وأوضح برهامى فى فتواه عن عيد الحب، أن بعض التجار يغررون بعيد الحب الشباب، ويستقطبونهم لشراء منتجات لا أصل لها فى الدين، وإنما هى بدعة أصيلة من البدع التى تتنافى مع العقيدة الاسلامية.
عيدٌ للكافرين
بينما أفتى الشيخ أبو إسحاق الحوينى، أن عيد الحب لا يحييه رجل ملأ قلبه بمحبة الله، محرما الاحتفال بعيد الحب، مستدلا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، “جعل الذل والصغار على كل من خالف أمرى”، مؤكدا أن الاحتفال بعيد الحب (حرام شرعا)، معتبرًا أنه (عيد للكافرين). وأضاف الحوينى فى فتواه، أن من تشبه بقوم فهو منهم، فالملايين المهدرة فى الدباديب والمكالمات التليفونية، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، فأولى بها نعمل مصانع وشركات. واستطرد الحوينى، فى فتواه إننا سنسأل يوم القيامة فى سؤالين عن المال، الأول من أين اكتسبته والثانى أين أنفقته، ويحرم على المسلم أن يشارك أحد من غير المسلمين فى أى عيد من الأعياد. وتساءل أبو اسحاق، «كيف يفعل هذا رجل يحب الله؟، وكيف نحتفل نحن المسلمين بأعياد الكافرين؟»، حسب قوله. وتابع أبو اسحاق الحويني، «نحن نهدر الملايين على الدباديب والمكالمات الهاتفية التي تكلفنا المليارات، وننفق في السفه والسوء، وغدًا نُسأل أمام الله عن أموالنا التي ننفقها».
لا أساس له في الشريعة
والشيخ محمد بن صالح العثيمين أجاب عن سؤال وجه له عبر موقعه “صيد الفوائد” عن عيد الحب، فقال: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: الأول، أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة. الثاني، أنه يدعو إلى العشق والغرام. الثالث، أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم. فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيز بدينه ولا يكون إمَّعَةً يتبع كل ناعق.
للإسلام عيدان فقط
ومحمد العريفي أحد شيوخ السلفية، يؤكد أنه لا يوجد في الإسلام سوى عيدين فقط وهما الفطر والأضحى وأي عيد آخر لا يلتفت إليه.
مَن عشق فعف فكتَم فمات فهو شَهيد
وعبر الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، موقف الشرع من الحب، قائلا: “نحن أمام حالة سامية فهو لم ينكر عليه العشق ولكنه كلفه”، وتابع أن الحب فى حقيقته عطاء، فالحب أن تعطى دون أن تنتظر المقابل وأن العشق بين الرجل والمرأة كان نادر الوجود فى العصور الأولى، وأن الله عز وجل لم يُحرِّم العشق على ابن آدم، بشرط ألا يقع فى المحرمات وأن لا يخلو بها. واستشهد جمعة فى فتوى له فى برنامج والله أعلم، على مشروعية الحب، بأن النبى لم ينكر العشق، وذلك لأنه من الوارد أن يتعلق قلب الرجل بامرأة ويَظهر بعد ذلك أنها أخته من الرضاعة، أو امرأة متزوجة، فإذا ابتعد عنها مخافة أن يقع فى الحرام وأضاع الحب جسده بأن مرض من كثرة بعده عن محبوبته وأضعفه حتى مات ولم يفعل الحرام ومات فهو شهيدًا.
مباح شرعا
أكد مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، الشيخ أحمد ممدوح، أن الشرع لا يمنع الاحتفال بالحب فى يوم يتفق عليه الجميع. وأوضح خلال إجابته عن سؤال ورد له، عبر قناة دار الإفتاء على موقع مشاركة الفيديوهات “يوتيوب” أنه لا مانع أن نتخذ يومًا من الأيام، ليظهر الناس كل واحد منهم للآخر مشاعره نحوه، وأنه يحبه، والنبى صلى الله عليه وسلم قال فى حديث -فيما معناه- إنه إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إنى أحبك فى الله. وردًا على تحريم السلفية للعيد، أكد ممدوح، أن الاحتفالات التى اعتاد الناس عليها ببعض الأمور الاجتماعية، وأن أصولها ليست أصولا إسلامية، وأنها من ابتكار غير المسلمين، وأن هذا من باب التشبه بغير المسلمين، فى الحقيقة أن هذا الاعتراض ليس صحيحًا، لأن التشبه حتى يكون الإنسان متشبهًا لا بد عليه أن يقصد التشبه، لأن فى اللغة العربية مادة التشبه على وزن تفعل، والتفعل معناه أن الإنسان يفعل الشىء وهو يقصد فعله وليس مجرد حصول الشبه فى الصورة والشكل فقط يسمى تشبها. وتابع: “ثم أن أصل هذه الأشياء ذهبت وتناسها الناس وشاعت وصار يفعلها المسلمون وغير المسلمين، فلم تعد يلاحظ فيها أصولها غير الإسلامية لو كانت والاعتراض هنا ليس صحيحًا”.