كتبت / فاتن الشعبانى
حضر الاعلامى والصحفى الكبير الاستاذ رمزي سليم رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير دبى اليوم ومنصتها الإخباريه المنتدى الاعلامى العربى الذى يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ينطلق منتدى الاعلام العربى يومي 3 و 4 أبريل 2018 في مدينة جميرا، بمشاركة صنّاع القرار الإعلامي في المنطقة، وكبار الإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، ضمن أكبر تجمع سنوي للإعلام العربي بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من القيادات والرموز الإعلامية العربية والعالمية.
وقال الاعلامى الكبير رمزى سليم ركزت ندوات المنتدى المتعددة التي تدور في مضمار العنوان نفسه، على التكنولوجيا الحديثة ودورها في التحولات الإعلامية، وطرحت ليزا جبس مسؤولة الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشيتد برس موضوع “الروبوتات ومستقبل الصحافة”.
وتحدثت جبس عن قلق العديد مِن الكُتاب بسبب دخول الروبوت عالم الصحافة منذ عام 2014، حيث أصبح بحكم الأمر الواقع أن تحلّ الآلة محلّ الصحافي في العديد من المجالات، كصناعة الخبر وفرزه وفحصه، وساد الظن أن الاستغناء عن موظفي الصحافة قادم لا محالة، فماذا يفعل الصحافي الحربي بعد ذلك؟ ولماذا يتعرض للمخاطر إذا كانت الآلة “الروبوت” تقوم بالمهمة؟
لكن جبس قللت من هذه المخاوف، مؤكدة أن توظيف الروبوت لا يعني إلغاء دور الصحافي، فالأخير سيجد مهام كثيرة يقوم بها، ومجالات جديدة يتخصص فيها.
وأضافت “أن تقدم صناعة الخبر وكثرة الحوادث تجعلنا نتجه إلى استخدام الآلة، فما نحصله عليه من دقة وغزارة في الأخبار يعجز البشر عن تحقيقه. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالتدريب على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، لهذا يجب البحث عن أُناس قادرين على التعلم والاستيعاب السريع لكيفية استخدام الأجهزة الذكية”.
ومن مهام الروبوتات، أو الذكاء الاصطناعي، تحويل البيانات إلى قصاصات إخبارية، فإذا كان الصحافيون ينتجون ثلاثمئة قصة أو خبر، فمنذ بدأ استخدام الآلة الذكية تصاعد إنتاج الأخبار إلى السبعمئة، أي أكثر من ضعف ما ينتجه المحررون الصحافيون. فإنتاج خبر من مجموعة كبيرة من البيانات يحتاج إلى ذكاء اصطناعي، أي التعامل مع الروبوتات بلا تأخير، وهذا الأمر لا يخص الصحافة أو وسائل الإعلام فقط، إنما يخص مراكز الشرطة أيضاً، فكثرة البيانات لا تستطيع الشرطة تحليلها بدقة وسرعة، مثل آلات الذكاء الاصطناعي.
وليس أهم ما تقوم به الروبوتات، هو صياغة الخبر، إنما الموضوع الأهم هو تنقية، أو غربلة الأخبار الزائفة، ويتجه تحسن الذكاء الاصطناعي إلى ملاحقة الزيف وكشفه، وهي مهمة خطيرة تحتاج بالفعل إلى روبوت خاص بها. فكان أول استثمار للروبوتات بدافع الاستفادة منها في مجال الأخبار.
وما زال هناك خوف من استخدام الروبوتات، لأنها تجربة جديدة، لكن مردودها مضمون لصالح العمل الإعلامي وتقدمه، وقد توسع مجال عمل هذه الآلة بسرعة، وتعدى الصحافة وإنتاج الخبر من البيانات وفحص الصحيح من المزيف فيه، إلى تحويل النص إلى فيديو، وهذا يحتاج عمل جبار من الصحافي أو الإعلامي، بينما تقوم به الآلة، على أحسن ما يكون، وبكميات أكبر، فالوقت الذي يصرفه منتج الفيديو سيقل كثيراً، ويسمح له للتفرغ إلى عمل آخر. ستكون لدينا آلات جديدة تُقدم الإعلام بمعايير جيدة، ذلك إذا استخدمنا التكنولوجيا في كتابة الخبر، لكن كل هذا يعتمد على المستقبل، وعن تطور الآلة نفسها، وبالتالي تطور مجالات الإعلام.
واضاف الاعلامى الكبير الاستاذ رمزى سليم : وبدوره تطرق بيتر عرينبرغر المدير العام للأخبار في تويتر، إلى تشكيل الجمهور الرقمي، وقال أن هناك حضورا للغة العربية عبر هاشتاغات تخص التطورات السريعة في المنطقة، وأتى في مقدمتها مثلاً هاشتاغ قيادة المرأة للسيارة في السعودية. وأضاف أن الناس أصبحوا يحصلون على الخبر من تويتر، والعدد يتزايد بين العرب وغيرهم لمعرفة المستجدات، فالجمهور الذي شكله تويتر عريض جداً، ومن مختلف الأعمار، لكن فئة الخمسة والعشرين عاماً تأتي في المقدمة.
وتابع، لذا لا يمكن التغابي أو التغاضي عن أهمية تويتر، ونحن في هذا المجال نحاول المساعدة على زيادة أعداد الجمهور من الناشرين للأخبار، نساعد على استخدام الفيديوهات في التغريد، غير أن شركات الدعاية تحاول استهداف الجمهور بلا مضمون جيد، لكننا نعمل بكل طاقتنا للتأكد من قيمة المضمون في تويتر، فالأمر يعتمد على الناشرين، ونحن نعلم أن كل ما يحدث في العالم يُنشر على تويتر، لأنه الوسيلة الأبسط والأسرع والأكثر إيجازاً من غيرها. ومن أجل جعل تويتر مصدراً مهماً للأخبار يجب العمل على فرز الرسائل أو التغريدات السيئة والمغلوطة، للحصول على نتائج ملموسة وصحيحة.
وطُرح غرينبرغر في موضوع التحولات الإعلامية المؤثرة، مسألة اتجاه المسؤولين من الرؤساء والوزراء إلى عالم الميديا، بعيداً عن الفضائيات والصحف الرسمية، فالمسؤول صار يبث أفكاره ونشاطاته عبر تويتر، باعتباره أسرع من الوسيلة الرسمية ويمكن التعبير عنه بلمح البصر، ويتحادث مع الجمهور مباشرة، ويتسلم الرسائل المعترضة والمؤيدة، أي بإمكانه معرفة تأثيره سريعاً. نعم، أنها مغامرة، ولكن الواقع فرضها، فلم يعد الإعلام محبوساً في الوسائل الرسمية، يمنع ويفسح، فقد صار عاماً، وشكل جمهوراً واسعاً.