بقلم / الكاتبة الصحفية / د. فاتن الشعبانى
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ ، هو يوم ولادة أشرف الخلق سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، والذي يُصادف يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيث يحتفل المسلمين بذكرى ميلاده من كل عام بتبادُل التهاني، وأكل الحلوى، والإكثار من الصلاة على أشرف الخلق أجمعين ،وُلِد نور الإسلام وُلِد خير الناس، وُلِد خاتم الأنبياء والرسل، رسول الله يا نوراً تجلّى بك الخلق على الله استدلى، لقد أحرزت في الجوزاء ظلّاً ونوراً منك في العرش استقلَّ. يا مولداً قد حوى عزاً وإقبالاً، بطلعته البهية يبلغ المشتاق آمالاً.
كل القلوب إلى الحبيب تميل ومعي بهذا شاهد ودليل، أما الدليل إذا ذكرت محمداً صارت دموع العارفين تسيل، هذا نبراس الهدى، هذا لكل العالمين رسول. إنّ البرية يوم مبعث رسولنا الكريم نظر الإله لها فبدَّل حالها بل كرَّم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها. ولقد ولد المصطفى في ليلة فاح فيها العود وغنَّى القمر، وانتشى الكون فرحاً وهلَّل معه البشر، وخبتْ نيران الشياطين وانكفى الشر، وشُقَّ ظلام الليل ونوَّر خير البشر. بلغ العلا بكماله كشف الدجى، بجماله حسنت جميع خصاله، صلوا عليه وعلى آله، متباركين. فالبشر والشمس والقمر يزفون التهاني للعالمين بمولد سيد الرسل و النور في الكون انتشر ابتهاجاً بميلاد سيد البشر نبينا شفيعنا في يوم المحشر. وعمت الأفراح كل وادي بعد أن نادى المنادي: وُلد المصطفى الهادي، متباركين.مهللين فرحين بمولدة صلى الله علية وسلم . ونسيم المولد تجدد وبالأنوار والقدس تأكد، ومع الطير نغرّد كلنا نهوى محمد وآل محمد. وبوركت كل البرايا وبالفرح صارت تنادي بمولد الهادي محمد حبه نوَّر الفؤاد مسرور هالكون بمولد نبينا المصطفى، عالمنا شعّ نور ورحمة الله تجلّت للأنام برسول الله وآله الكرام، ولد المرسل هادينا الهمام . وبشرى بعبير الأعياد، قرآن الله إلى البشر، بشرى للحاضر والبادي ولد الهادي و ملأت الكون يا طه سروراً، وفاحت ذاتك المثلى حبوراً، لقد زينت الدنيا عطراً ونوراً، وقد أسقيتها ماءً طهوراً. هذا ربيعك يا محمد غرد فترى الوجود مغرِّداً ومردِّداً: ما إن أطلَّ على الوجود ضياؤه حتى أنار العالمين إلى الهدى. أراد ربك أن يجلِّي رحمة في الكون فاختار النبي محمد، وقد زينته شمائل محمودة فغدى على كل العوالم سيداً. فهو الشمس إذا ما أشرقت وهو ضحاها جل في الوصف علواً وهو خلق لا يُضاهى. وهو بالرسالة والهداية قد أتـى وشرفت به الدنيا من بعد شق الصدر وجه قلبه للغـار معتكفـاً غـدا متأملاً حتى بدا جبريل قال اقرأ وقل فكأنه في العلم كان الأول .
نهنئكم بالذكرى العطرة لمولد النبي المُجتَبَى، والحبيب المصطفى، سيد الأولين والآخرين، حشرنا جميعاً في زمرته، وأوردنا حوضه ورزقنا محبته وشفاعته. سلاماً حكى في الحسن دراً وجواهراً تفوح به الأكوان مسكاً وعنبراً، نهنئكم بالمولد النبوى الشريف . وتهنئة تفوح بعطر الرسالة المحمدية وشذى سيرتة العطرة صلى الله عليه وسلم ، كل عام وأنتم بخير.