أخبار العالم / بيروت
أكد خبراء لبنانيون أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين، لها تأثيرات إيجابية على اقتصاد العالم العربي.
وانطلقت في بيروت الأحد 19 يناير 2019 القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وتتطرق إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وإلى جانب القضايا الإقليمية الساخنة، فإن التأثير المتنامي للمبادرة الصينية في الاقتصاد العربي يناقش على نطاق واسع بين الخبراء المحليين.
وقال رئيس تحرير موقع “الصين بعيون عربية” محمود راية في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، “بدأنا نشعر بالآثار الإيجابية لهذه المبادرة في العالم العربي على جميع المستويات”.
وأوضح راية أن حجم التجارة بين الصين والدول العربية قد ازداد بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للصين مع حجم التبادل التجاري الذي بلغ 41 مليار دولار في عام 2017.
وقال “إن الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، أصبحت محورا رئيسيا للشركات والمؤسسات الصينية في الدول العربية”، مشيرا إلى توقيع الصين والإمارات مؤخرا على صفقة لتبادل العملات لتسهيل التجارة بين الجانبين.
على مدى السنوات القليلة الماضية، عقدت اجتماعات وفعاليات جمعت بين المسؤولين العرب والصينيين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية فيما بين الجانبين.
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية نحو 192 مليار دولار في عام 2017، وفقا لتصريحات سابقة من الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي.
واقترحت مبادرة الحزام والطريق التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، من قبل الصين في عام 2013، حيث تهدف إلى بناء شبكة التجارة والبنية التحتية التي تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا من خلال إحياء طرق التجارة القديمة.
وفي إطار المبادرة، نفذت الصين والدول العربية العديد من المشاريع والاستثمارات المشتركة، بما في ذلك محطات الطاقة والشركات والمصانع والمناطق الصناعية ومشاريع البنية التحتية في مصر والسعودية والإمارات وتونس والمغرب والسودان وعمان وغيرها.
وقال راية إن “لبنان مهم أيضا بالنسبة إلى الصين كبوابة للشركات الصينية التي تسعى للمشاركة في إعادة إعمار سوريا”.
من جانبه، قال الكاتب والباحث اللبناني في الشؤون الدولية نبيل سرور، إن الصين ساعدت العديد من الدول العربية في بناء بنيتها التحتية.
وأوضح سرور، وهو أيضا مؤلف كتاب (الظاهرة الصينية: أبعاد التجربة الصينية)، أن الصين ساعدت السودان على بناء جسر يمتد فوق نهر النيل وساهمت في بناء الطرق في الصومال.
كما أرسلت الصين خبراء إلى السودان والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا لتقديم الدعم المالي والاستشاري لتنمية الاقتصاد في هذه الدول.
وقال سرور لـ ((شينخوا)) “إن جميع الدول العربية قد فتحت قنوات مع الصين ولكن يجب إنشاء شبكة كاملة من الطرق البحرية والبرية للاستفادة الكاملة من الترابط بين الجانبين”.
وفقاً لـ”سياسة الصين تجاه الدول العربية” التي صدرت عام 2016، أصبحت الدول العربية ككل أكبر مورد للنفط الخام في الصين وسابع أكبر شريك في التجارة لها.
وقال الباحث السياسي اللبناني عدنان برجي إن مبادرة الحزام والطريق تعود بمنافع متبادلة على الجانبين الصيني والعربي، وقد شهدت الدول العربية مؤخرا تحسنا اقتصاديا بفضل تعاونها المتنامي مع الصين.
وأضاف برجي “أن الصين تساعد في بناء البنى التحتية وتوفر التدريب للعرب، بينما تستورد النفط والغاز والمعادن والمواد الخام من العالم العربي”.
وخلال القمم العربية الاقتصادية السابقة، ظل تعزيز التجارة والتعاون المتبادل بين الدول العربية محط الاهتمام، وهو أيضا موضوع رئيسي على جدول أعمال قمة بيروت هذا العام.
وأكد برجي ضرورة التعاون العربي الداخلي من أجل تعاون أفضل بين الدول العربية والصين، قائلا ان “وحدة الدول العربية وتعاونها مع الصين من شأنه أن يقلل من الضغوط الغربية وينفع كلا الجانبين”.