بقلم / د. فاتن الشعبانى
( الجزء الاول )
بدأت حكايتى مع صاحبة الجلاله منذ التاسعه من عمرى ولم أدرك وقتها المعنى الحقيقى لكلمة ” الصحافه ” ولكنى كنت أحب الكتابه كثيرا و كنت أسعد فى حصة اللغة العربيه حينما تطلب المعلمه منا موضوع تعبير وكنت أبدع فيه دائما .
وفى السابق كان الاهتمام بالتلاميذ كبيرا حيث كانت الأعداد أقل فى الفصول وكان التعليم أفضل وفى إحدى المرات كتبت موضوع تعبير وعندما كانت المعلمه تقوم بتصيح الكراسات فوجئت بها تنادى على إسمى وكنت صغيره فى السن بنت التاسعه ورددت عليها وهممت بالوقوف إحتراما وتبجيلا لها وطلبت منى أن أقترب منها وسألتنى ( مين اللى كتبلك الموضوع ده ) رديت وقلت لها ( أنا ) ولكنها لم تصدقنى وأعادت السؤال عليا مره أخرى ( مين اللى كاتبلك الموضوع ده بابا ولا ماما ) قلت لها
( والله أنا اللى كتبته ياأبله ) وشعرت أنها لم تقتنع بكلامى وأثناء ذلك حضرتك معلمه أخرى إلى الفصل وبادرت معلمتى أبله فتحيه وقالت لها أن تقرأ موضوعى وهى الأخرى لم تصدق أننى التى كتبت الموضوع ، وتراهنت المدرستين إحدهما صدقت أننى التى كتبته والأخرى لم تصدق على الإطلاق واتفقتا أن يحضرن لى كراسه فارغه وقلم رصاصه وأستيكه وأجلس فى فصل فاضى لوحدى على مدار حصتين متتاليتن دون أحد غيرى فى الفصل وأن يعطونى موضوع تعبير أكتب فيه دون تدخل من أحد
وبالفعل وأتذكر أن موضوع التعبير كان على ” قدرة الله سبحانه وتعالى فى خلقه “
و بدأت أكتب الموضوع منذ بداية الحصه وعلى مدار حصتين متتاليتن إلى أن دق الجرس ووجدت المعلمة بجوارى تسألنى : خلصتى الموضوع ” ووجدتنى مازلت منهمكه فى الكتابه والكراسة أوشكت على الإمتلاء ولو كانت تركتنى .. لظللت أكتب واكتب ..
وقرأت الموضوع وحاز على إعجابها جدا والتى إنبهرت به المدرستين حيث أبدعت فى التعبيرات والألفاظ وقدرة الله سبحانه وتعالى فى خلقه رغم صغر سنى وكان نهاية كل فقره أكتبها داخل موضوع التعبير ” وتبارك الله احسن الخالقين “
وهذه كانت بداياتى وبداية عشقى للكتابه والتى تبلورت بعد ذلك الى حبى للكتابة الصحفيه .