أخبار العالم / القاهرة
تبدأ اليوم احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الشهيد مارجرجس بديره بالرزيقات فى مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى بيان، إنه من المقرر أن تستمر الاحتفالات حتى الأحد المقبل، الذى يوافق عيد تكريس أول كنيسة على اسم مارجرجس بمدينة اللد بفلسطين، وكلف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة وتوابعها، بمتابعة الاحتفالات.
مليون زائر من المسلمين والمسيحيين
وتشهد أيام الاحتفالات توافد أكثر من مليون شخص من أنحاء الجمهورية، مسيحيين ومسلمين، وسبقه ما يسمى بعملية «التخييم»، حيث تسافر الأسر قبل موعد الاحتفال للإقامة بالدير داخل خيام أُقيمت خصيصاً لهذا الغرض، بخلاف المنطقة المحيطة التى تكتظ بالآلاف من الزوار مع اقتراب الليلة الختامية، فيما تتعاون الأجهزة المختلفة بمحافظة الأقصر مع الكنيسة لتأمين المولد والاحتفالات التى تشهد حفلات ترانيم وأناشيد وعظات يومية للأساقفة والكهنة.
“حليم”: العيد يستمر فى الرزيقات حتى الأحد المقبل
وتزخر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعديد من «الموالد القبطية» التى تعد فلكلوراً مصرياً، فبحسب تعاليم الكنيسة، لا يوجد احتفال بموالد ولكن هى فى الأساس إحياء لذكرى استشهاد أو وفاة أحد قديسى الكنيسة.
وبحسب العديد من تصريحات رجال الكنيسة، ومنهم الأنبا دانيال، أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة، فإن الموالد لها وجهان، أحدهما إيجابى، حيث يعتبر المولد نهضة روحية لسماع العظات والترانيم والصلوات التى تُتلى بالإضافة إلى الجو الروحى وتآلف الناس وجو المحبة والتعارف، أما الوجه السلبى فهو وجود بعض العائلات فى منطقة الاحتفال دون أن يحضروا القداسات أو الصلوات بل والأسوأ إحضارهم أشياء محرمة كـ«الشيشة والمخدرات».
ولا يوجد أساس دينى كنسى للموالد وإنما هى بحسب الكنيسة تستمد من الفلكلور المصرى القديم، إذ كان المصريون القدماء يقيمون الاحتفالات للآلهة فى القرى والمدن وبعد دخول المسيحية استبدل المصريون الآلهة القديمة بالقديسين للتبرك بهم وبأضرحتهم.
وتمتد الموالد القبطية على طول مصر وعرضها، وأشهرها «مولد الأنبا شنودة» بمنطقة أخميم فى سوهاج، و«مولد العذراء بمسطرد»، و«مولد العذراء بدرنكة»، و«مولد العذراء فى جبل الطير»، و«مولد القديسة دميانة» ببرارى بلقاس بمحافظة الدقهلية، و«مولد مارجرجس بميت دمسيس»، و«مولد الأنبا برسوم»، و«مولد العذراء المحرق»، و«مولد العذراء ببياض العرب ببنى سويف».
وللموالد القبطية طبيعة خاصة تميزها عن الإسلامية، إذ إنها لا ترتبط بمولد «القديس» ولكن بذكرى استشهاده أو وفاته، وتشهد أبرز الموالد طقس ما يعرف بـ«زفة الأيقونة» وهى عبارة عن صورة «القديس أو القديسة» يحملها الشمامسة ويطوفون بها أرجاء الكنيسة أو الدير ويرتلون الألحان القبطية فى موكب كبير يحرص العديد من الأقباط على حضوره، خاصة فى دير العذراء بجبل درنكة.
وتعد الموالد مورداً أساسياً للكنيسة، إذ يتم خلالها جمع التبرعات والنذور من الأقباط، كما ينشط خلال المولد عدد من المظاهر الاقتصادية لبعض الحرف مثل «رسم الوشم» سواء «الصلبان أو صور القديسين»، فضلاً عن انتعاش موسم «الجزارة» لنحر النذور، كما يعد موسماً خاصاً لأصحاب المطاعم والسلع الغذائية والألعاب والصور المسيحية، وكذلك موسم لعرض إنتاج ألبومات «التراتيل المسيحية»، وإنتاج السينما القبطية.
باحث: تقليد أرثوذكسى يعرف بـ”النهضة الروحية”
ويرى مينا أسعد، الباحث فى اللاهوت الدفاعى، أن الكنيسة لا تعرف لفظ «الموالد»، ولكن هى بحسب التقليد القبطى الأرثوذكسى تسمى «النهضة الروحية»، وذلك فى أيام لها مناسبات خاصة يتم خلالها المواظبة بشكل مكثف على الصلوات والتسابيح والتماجيد وصلوات القداسات والعشيات والخدمات الكنسية ويصاحبها عادة محاضرات فى مختلف الموضوعات، ويضيف لـ«الوطن» أن من أهم وأشهر النهضات هى نهضة «العذراء» التى تتواكب مع فترة الصيام السنوية من 7 أغسطس حتى 22 أغسطس.