” كلمات في الصميم “
في رحاب
سيد الأولين والاّخرين نسمو بالبيئة ونرتقي بالاستدامة
كم كانت سعادتنا وفخرنا بالمشاركة في مشروع كتاب ” في حب المجتبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فجر البيئة والاستدامة “.. ولذلك جاء هذا الإصدار متزامناً مع أوجاع البشرية ومجازر الحروب وانتهاكات السياج البيئي بفوضى واستهتار ولا مبالاة ، جاء هذا الإصدار متزامناً أيضاً مع مشاكل بيئية قاتلة ، وسموم خانقة وتجاوزات غذائية مؤلمة كذلك جاء هذا الإصدار ليؤكد للعالم أجمع أن سيد البشرية وخاتم الأنبياء والرسل رحمة ونصير الإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سبق العالم أجمع بسنته وتوجيهاته السديدة ورسالته الكريمة وعمقه الصافي من أجل الإنسانية خدمة للبيئة والإستدامة وديمومة الحياة الكريمة .
كما يعد هذا الإصدار تأكيداً صريحاً وبصمة كبيرة على خريطة كوكب الأرض ، بأن القيم الإسلامية الفاضلة والنابعة من القراّن الكريم والسنة النبوية الشريفة المطهرة هي العلاج الحقيقي لأوجاع البشرية ومخاطر الهدر البيئي وتدمير الأرض ولم تقتصر نظرة الاسلام للبيئة على البعد المكاني ، بل شملت أيضاً البعد الزماني قال تعالى في كتابه الكريم ” قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ بَدَأَ الخلقَ “.
ويبين الإسلام أن المحافظة على البيئة بعدم الإفساد فيها بعد ما أصلحها الله بالشريعة إنما يعود نفعه وخيره على الإنسان نفسه ، وهي دعوة النبي شعيب عليه السلام لقومه الدعوة التي إنبثقت من قواعد السلوك والخلق والتعامل قال الله تعالى على لسان شعيب ” َولَا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلَاحِهَا ذَلِكُم خَيرٌ لًكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِيِنَ” ولفظة الإصلاح هنا تدل دلالة واضحة على أن البيئة قد خلقت صالحة متوازنة طيبه منسجمة العناصر وموزونة بقدرة الله .
فجر البيئة والإستدامة من منظور السيرة النبوية الشريفة والعبق النبوي السامي ، إصدار متميز يعزز ويرسخ من أهمية التعاليم والقيم الإسلامية الفاضلة ، من أجل استقرار حياتي وبيئي وتنموي أمن ، وجاءت السنة النبوية المعطرة تطبيقاً عملياً وتفعيلاً واقعياً ، لما حواه القراّن الكريم في إعجاز وإيجاز للتربية البيئية .
إننا حقيقةً فخورين وسعداء جل السعادة بهذا الإصدار ، والذي يمثل الجانب التطبيقي والعملي من محاور الدور الإسلامي للسنة النبوية في حماية البيئة ، وبأن سيد الأولين والأخرين المصطفى –صلى الله عليه وسلم – والذي أرسله رب الكون سبحانه وتعالى رحمة للعالمين لا سيما وأن كافة التوجيهات النبوية الشريفة في هذا الشأن ما هي إلا شارحة ومفصلة لما أصلته النصوص القراّنية ، حيث تقوم بوظيفة تربوية لبناء منهج مباشر يجسد حسن التعامل الحضاري والراقي مع البيئة ، كما إنها تغرس فيه غرساً من شأنه أن يثمر منهجية يانعة وراسخة يتيقن الانسان من خلالها بناء علاقته بالبيئة كضرورة حياتية ملحة ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق هذا الاصدار أهدافه السامية خدمة للإنسانية والبشرية جمعاء.
و كلي سعادة أن أعلن هذا النشر اليوم بمناسبة مولد المصطفى صلى الله عليه و سلم و كل عام و أنتم بخير …..
المهندس / فتحي جبر عفانة
الرئيس التنفيذي لشركة فاست لمقاولات البناء سفير منظمة الأسرة العربية