بقلم / سعادة السفير المهندس فتحى جبر عفانة
الرئيس التنفيذى لشركة فاست لمقاولات البناء بالشارقة سفير الأسرة العربية
كانَ هُناكَ رجلٌ يَقْرَأُ القُرآنَ لَكنّهُ لا يَحفظُ منهُ شَيئاً!!
فسَأَلهُ إِبنُهُ الصَّغيرُ يَوماً، يا أبي: ما فائِدَةُ قِراءتِكَ لِلقُرآنِ دُونَ أن تَحْفَظَ منهُ شَيئاً؟!
فقال: سَأُخْبِركَ لاحقاً إذا مَلأْتَ هذه السَّلّةَ مِنَ القشِّ ماءً منَ البَحرِ!!
قال الولدُ: ذَاكَ الأَمْرُ مُستَحيلٌ!! لَكنَّ الأَبَ دَعاهُ لِيُجرِّبَ!
كَانتِ السَّلَّةُ تُسْتَخْدَمُ لِنَقْلِ الفَحْمِ، فَأخَذهَا الصَّبِيُّ واتَّجَهَ إِلى البَحْرِ وحَاولَ مَلْئَها بِالماءِ مُتَّجهاً بِسُرعَةٍ إلى أَبِيه! ولَكِنَّ المَاءَ تَسرََّب مِنها! هنا قال الإِبنُ لأبيهِ لا فائِدةَ من تَجْريبِ ذَلك!
قال الأَبُ: جَرِّبْ ثَانِيَةً! وَفَعَلَ الإِبْنُ فَلَمْ يَنْجَحْ بِإِِحْضارِ الماءِ! وَجَرّبَ ثَالِثَةً ورابِعَةً وخامِسَةً دُونَ جَدْوَى!!
فَاعْتَراهُ التَّعَبُ وقال لِأَبيهِ: لَايُمكِنُ أَن نَملأها بِالماءِ يا أَبِي!
قال الأَبُ لإِبْنِهِ أَلمْ تُلاحِظْ شَيئاً على السَّلَّةِ؟!
هُنا تَنَبَّهَ الصَّبِيُّ وقال نَعم يا أبي! لَقدْ كَانتْ مُتَّسِخَةً مِن بَقايا الفَحِْم، وهِي الآنَ نَظِيفَةٌ تَماماً.
هُنا قال الأَبُ لإِبْنِهِ: وَهذا تَماماً ماَ يَفْعَلُهُ القُرْآنُ بِقَلْبِكَ يا بُنَيّ!! فَالدُّنْيا وأَعْمالُها قَدْ تَمْلأُ قَلْبَكَ بِأَوْساخِها و أَدْرانِها والقُرآنُ كَماءِ البَحرِ تَماماً يَجْلُو صَدْرَكَ ويُطَهِّرُه حتى وَإن لَمْ تَحْفَظ مِنه شيئاً!
اللهُم أغْسل قلوبنا من أوجاعها… واشفي أبداننا من سقمها …
وأرزقُنا من فيض كرمك…
سعادةً لا تنْقطع… وأشرح صدورنا… ويسر امورنا…
اللهم صبّحنا صباحاً… تنشرح فيه الصدور… وتقبل فيه التوبة…
وتتسع فية الأرزاق… ياخير من سُئل… وأكرم من أعطى…
يا حيّ يا قيّوم…
وصلَّ الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عطر الله جمعتكم بقراءة سورة الكهف والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..