الحب والقدرة على العطاء
بقلم / شريف بدوى
قد يكون التعبير عن الأشياء مختلف من شخص إلى آخر ولكن القدرة على الفعل تختلف بشكل كبير عن ما نتحدث عنه ، إن مفهوم القدرة متشابه في جميع الأنظمة الفيزيائيّة والكهربائيّة وغيرها، ولكن تختلف كيفيّة التعبير عن هذه القدرة بالقوانين الرياضيّة، ومن منظور آخر نجد أن القُدرة تأنى من الغِنى ويُسْر الحال أيضاً، كما من الممكن أن تنطوي القدرة على كفاءة الفرد في أدائه لمهنة ما، أو نشاط مُحدَّد ناتجٍ عن تدريبه، أو امتلاكِه للمُؤهَّلات، والمهارات اللازمة ، فهناك القدرة العقلية والإبتكارية والقدرة من المنظور الاقتصادي وهى التنافسية والشرائية ، ولكنى في هذا المقال قصدت أن اعرف معنى القدرة من خلال العلماء لكي نستطيع أن نفهم جيدا معنى العطاء لان من يمتلك القدرة على العمل والإنتاج يمتلك ميزان العطاء على هذه الأرض . إن قدرة الأسرة في المجتمع تأتى من كيفية إنشائها فهناك الأسرة الارستقراطية التي ينشا أولادها في ثراء ويسعى أفرادها إلى خلق اسر جديدة من خلال الزواج من نفس الطبقة ، كما يوجد الأسرة البرجوازية التي عرفها الفرنسيون بأنها تتمثل في السكان الذين يتمتعون بالحقوق المدنية ولهم حق العيش داخل المدن وهم أعلى شريحة في الطبقة المتوسطة ومنهم الموظف ومنهم التاجر ، كما هي الطبقة المسيطرة والحاكمة في المجتمع الرأسمالي ، لأنها اعتمدت بالأساس على التجارة وأرباحها، و ارتبطت حياتها ارتباطاً وثيقاً بأخلاقيات وأسلوب الحياة في المدينة وأصبح هذا من أهم ما يميزها عن الطبقة القديمة وهى طبقة الأرستقراطيين . علينا أن نعلم جيدا بان دول العالم تعتبر اسر ممثلة في طبقات منها الغنية التي وصل شعبها إلى الثراء من خلال بناءه وتنميته لبلاده عبر فترات من الزمن بالإضافة إلى استخدامه لموارده بشكل سليم وأيضا من خلال التعليم الجيد والثقافة الواعدة فأصبح من الدول العظمى التي تعيش في مستويات الطبقة الارستقراطية ، وهنا في مصر تسعى الحكومة في الوقت الحالي إلى تحقيق التنمية وبناء مستقبل مشرق لآبائنا في المستقبل بإذن الله من خلال برنامج اقتصادي يتحمل نتائجه الطبقة الوسطى وفقراء الشعب فقط ، وهناك الدول التي استنزفت مواردها في الحروب والصراعات بين الجماعات المتطرفة من خلال أفكار هدامة تستخدم الدين ستارا لجرائمها وعدائها للمجتمع مثل سوريا والعراق واليمن ، ونحن هنا في مصر لدينا مقومات الثراء من علماء وموارد وشعب قادر على العطاء ولكنه يحتاج إلى يد العون التي تخلصه من الفساد وتنشر بينه العدالة والمساواة ليخطوا أولى خطواته نحو الرخاء والحياة الكريمة . الحب يعتبر الصفة الوحيدة في نظري التي إذا حملها اى شخص يصبح عطاء حتى وان كان فقيرا ، فالابتسامة في وجه الآخرين صدقة كما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فان السعادة الحقيقية تأتى من حب بعضنا لبعض حتى في وقت المحن ، فعندما يحب الغنى الفقير يمنحه المال الذي يغنيه عن السؤال ، وعندما يحب الفقير الغنى يضحى من اجله حتى وان كانت حياته ثمن لهذا ، لدينا العديد من المشاكل في الإسكان والصحة والتعليم وغير ذلك الكثير وعلينا أن نتغلب على مشاكلنا بالحب لأنه العطاء الوحيد بدون مقابل . إن الوحدة والتكاتف من اجل تحقيق التنمية يجب أن يكون هدفنا جميعا حتى نصل إلى بناء دولة قوية قادرة على العطاء بين الأمم ، وفى نهاية هذا المقال ادعوا الله أن يوفق الجميع إلى ما هو خير لمصر وشعبها العظيم وكل عام وانتم بخير بمناسبة نصر أكتوبر المجيد