محطة النهاية بقلم / شريف بدوى
العمر الذي يعيشه الإنسان على الأرض بعد خروجه من رحم أمه هو الحياة بالنسبة له ، ولكن العلماء اكتشفوا من خلال معتقداتهم عبر تاريخ البشرية انه من خلال البحث في تتابع الحوادث التي أدت إلى نشوء وتطور الكائن البشري منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا. وهو يختلف عن تاريخ العالم الذي ينظر إلى التطورات الفيزيائية لكوكب الأرض وتطور الحياة عليه بما فيها الإنسان والحيوانات والنباتات. وتستند معظم قناعات البشر حول تاريخهم على فرضيات لا يمكن التحقق منها عن طريق الرؤية المباشرة وإنما عن طريق الاستنتاجات العلمية بملاحظة ما خلفته الطبيعة من أثار أو متحجرات . إلا أنه، وبشكل عام، فقد قسم العلماء أبحاث تاريخ البشر إلى مدرستين وتيارين فكريين يفسرون نشوء وتطور البشرية. فالمدرسة الأولى، وتسمى التصميم الذكي، وتعتمد على مفاهيم تناقلتها البشرية بطريق التواتر عبر الأجيال ومنها تفاسير الديانات المختلفة والثقافات للنشوء والرقي و يعتبر معتنقو التصميم الذكي أن البشرية هي نتيجة تكوين إرادي قام به كائن عاقل أو إله وأن الإنسان خلق بكماله وصورته الحالية منذ اللحظة الأولى. فمثلا، فكرة الخلق في الديانات كالديانة اليهودية، والمسيحية والإسلام، حيث تؤمن بأن الله خلق آدم من طين و زوجه من ضلعه الأيسر ، أما المدرسة الثانية، وتعرف بالمدرسة التطورية ، فهي تعتمد على فكرة التطور التدريجي للعالم والبشر بناء على نظرية التطور عبر الانتخاب الطبيعي فهي تعتبر أن الإنسان هو تطور طبيعي لنواة الحياة التي نشأت نتيجةً لتفاعلات المادة عبر بلايين السنين على أثر الانفجار العظيم، وتحت ضغط الاصطفاء الطبيعي ، حصلت العديد من التحويلات الجينية في صنف معين من الحيوانات الثديية التي أدت إلى تطور الإنسان الذكي الأول من بين كل بقية المخلوقات واصطفته بالحصول على ملكة الإدراك منذ 70 ألف سنة. ، وهناك من يعتقد بكلا الفرضيتين وهو دمج بين المدرستين، حيث يعتبر أن النشوء و التطور الإنساني أتى عبر تطوير مقصود عندما كتب المؤرخون عن تاريخ الإنسان على الأرض كانت الرؤية التقليدية أنه هبط من جنة عدن إلى أرض الشقاء. وكلمة (اهبطوا) أوحت إلى البعض أنه انزل من كوكب آخر. وأنه عجن دفعة واحدة. وأن لا علاقة له ببقية الكائنات ، أو أن طوله كان ثلاثين مترا مثل عمالقة اليمن ثم انضغط إلى القصر كما كان يظن تلاميذ أرسطو في العصور الوسطى أن فخذ الإنسان مقوسة فلما شرَّح فيساليوس الجسم وأثبت العكس قالوا استقامت بفعل لبس البنطلونات الضيقة. وتقليب كل تربة الأرض على يد الأنثروبولوجيين أثبت أن طول الإنسان كان أقل من متر ونصف وزاد. وأن جمجمته لم تتجاوز حجم الليمون الهندي كما كشف برونيت الفرنسي من جامعة (بواتييه) من فرنسا في صيف 2002 عن أحدث إنسان عمره يصل إلى سبعة ملايين من السنين عثر عليه في صحراء (جراب) شمال تشاد. والذي ظهر الآن أن عمالقة اليمن أساطير. وأن كلمة (اهبطوا) أو (أنزل) لا تفيد القدوم من المريخ بل الانتقال من مكان لآخر. كما في الآية القرآنية اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و كما قال عن وجود الأنعام انها أنزلت وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج فلم تنزل من كوكب الزهرة بل توالدت على الأرض. وما يقوله العلم أن آدم عاش في أفريقيا وأنه لم يكن شكلاً واحداً بل زاد عن عشرة أشكال. وأنه كان من طين لازب من الأرض. وأنه وبقية الكائنات تتصل بشجرة الخليقة فلم يهبط آدم من السماء بل نبت من الأرض والله أنبتكم نباتا. وعندما حاول الطبري قراءة التاريخ ضغط الزمن في سبعة آلاف سنة مضى منها 6500 سنة وبقي على نهاية العالم 500 سنة فقط. ولو بعث من قبره لأصابته دهشة كبيرة لبقاء العالم بدون دمار حتى ألان. مما يثبت أن أفكارنا عن الحقيقة لا تعني الحقيقة لقد كتب العلماء الكثير عن خلق الإنسان والأرض والسماوات عبر آلاف السنين ولكن يبقى الإيمان بالله بين عباده المؤمنين اللذين يؤمنون به وبرسله وكتبه ، ولكنى اكتب هذا المقال ليعبر عن رأى كاتبه وليس الحقيقة بالنسبة للآخرين ، فان لكل إنسان محطة نهاية يعلم بعدها الحقيقة كاملة بكل أشكالها ومعانيها الدالة على الوجود في هذه الحياة ، وهناك الإجابة على الأسئلة الكثيرة التي تغزوا عقول البشر جميعا مؤمنين بالله وغير المؤمنين به ، وهذه المحطة هي الموت وهو حالة توقف الكائنات الحية نهائيا عن النمو والإستقلاب والنشاطات الوظيفية ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف من جديد ، والموت في الإسلام عبارة عن خروج الروح من جسم الإنسان والانتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى، وأغلب الأديان لا تحدد ماهية الروح هذه والكل يقول بأن هذا سرّ من أسرار الله قد نعرفها فى محطة النهاية تتنوع الطقوس المرتبطة بالموت بحسب الثقافات المختلفة، فهناك ثقافات تعمل على التخلص من جثّة الميت إما بدفنها أو بحرقها مثل ما هو متبع في الهند ، كما قامت الحضارات الفرعونية في مصر القديمة بتحنيط الجثث وذلك لاعتقادهم بأن الروح سترجع مرة أخرى، ومن يمس الجثة ستنزل عليه لعنة الفرعون. ، وفى الإسلام يغسل الميت ويتم تكفينه والصلاة عليه ودفنه، باستثناء حالات معينة يدفن الميت دون غسل مثل حالة الشهيد بحسب المعتقد الإسلامي ولا يتم تكفينه بغير ثيابه التي استشهد فيها، وفي الثقافات الغربية عموما يتم تجهيز الميت ليكون بشكل مقبول نسبيا وذلك في إطار طقوس توديعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه ويُقدر العلماء بان عدد الذين ماتوا منذ بداية البشرية بـ100 مليار شخص لا يفرق الموت بين شاب أو رجل في شيخوخته ولكنه يفرق بينهم في المكان والعقيدة ، مع العلم انه في حالة البعث يكون الجميع أمام الله سواء مهما كانت عقائدهم أو أعمارهم ، و يُعتبر الموت موضوعا بغيضا في نظر كل شخص تقريبا. ومعظم الناس يتجنبون الحديث عن موتهم أو حتى التفكير فيه. لكنهم من جهة أخرى يشاهدون العديد من المشاهد التلفزيونية والسينمائية التي تصوِّر أشخاصا يلاقون حتفهم بكل طريقة يمكن تخيّلها. ، نتيجة لذلك، قد يبدو موت احد الغرباء وجها طبيعيا من أوجه الحياة. لكنّ الأمر لا يعود طبيعيا حين نواجه موت احد أحبائنا أو موتنا نحن. والسبب هو أن لدينا رغبة فطرية ومتأصلة في العيش. كما أننا نمتلك إحساسا شديدا بمرور الوقت ونعي جيدا مفهوم الأبدية بالنسبة لنا قد لا يرغب البشر في العيش إلى ما لا نهاية فحسب، بل يملكون المقدرة أيضا على البقاء نشطاء ومثمرين إلى الأبد. ويبدو أن لا حدود لقدرة الإنسان على التعلم. فقد قيل أن ما من شيء في الكون يضاهي الدماغ البشري تعقيدا ومرونة. وبخلاف الحيوانات، نحن نمتلك عقولا مبدعة قادرة على استيعاب المفاهيم المجردة والتفكير فيها منطقيا. ولم يتمكن العلماء من فهم سوى القليل من المقدرات التي يتميز بها دماغ الإنسان ، و إن امتلاكنا رغبة فطرية في العيش وقدرة ضخمة على التعلم يقودنا إلى استنتاج منطقي وهو أن البشر خُلقوا ليعيشوا أكثر بكثير من ٧٠ أو ٨٠ سنة. وهذا يوصلنا إلى استنتاج آخر: لا بد من وجود مصمِّم، خالق، أو اله. فالتعقيد البالغ الذي نراه في الحياة على الأرض والقوانين الثابتة للكون المادي تؤيد كاملا الإيمان بوجود خالق إن الكلمات كثيرة والمعاني أكثر اشتياقا لبعضها البعض في الحديث عن الموت والفراق والعودة إلى ما هو مجهول للبشر ، والحقيقة أن لا احد قد عاد من موته لكي يحكى لنا ويروى ما شاهده في رحلته ، ولكنى فى نهاية مقالي ادعوا الله أن يحقق لنا ما نتمناه في حياتنا الآخرة بإذن الله وان يخفف علينا ما سنشاهده في محطة النهاية