عندما يأتى الليل بقلم / شريف بدوى
عندما يأتى الليل يتغير كل شىء فى هذه الارض فقد يدخل ناس الى البيت للراحة من عناء شديد من العمل والجهد طوال النهار باختلاف اعمارهم واجناسهم وايضا نشاهد اناس يخرجون من البيت لبدء يوم عمل جديد وهكذا هى الحياة الدنيا ليس بها سوى التعب والجهد فى الليل والنهار لكى نعيش ونبقى احياء على هذه الارض ، لا شك ان الله سبحانه وتعالى موجود ويعلم عن عباده كل شىء مهما كانت ، فانا مؤمن بالله وبوجوده واعلم جيدا انه خالق كل شىء هكذا ابلغنى عقلى وكل احاسيسى فلن اشك لحظة بعدم وجوده . ان من صفات الليل الهدوء وروضة الفكر وبحر عميق من الافكار فانه افضل كتاب تقرأ فيه الذكريات وتسكن فى سكونه كل احاسيس الحب والغرام ، قد يكون الليل بيت العشاق وان اجمل ما فى سواد الليل نور القمر فكل انسان له جانب مظلم فى حياته مثل القمر يصعب رؤيته الا بعين البصيرة ، فان الاحزان والذكريات المؤلمة لا تتجمع الا فى الليل ، لا شك ان الليل شريط يسمع فيه العقل صوت القلب وهذه نعمة من الله علينا نحن البشر نختلف فى النهار ونعيد افكارنا فى الليل فهو الامان والطمأنينة . يقال ان الليل صديق الضعيف وحبيب المحتاج وستار على كل انسان ، فقد يقترب الانسان المؤمن الى الله فيشكو له ويطلب منه كل ما يحتاجه ولايوجد حاجز بين العبد وربه فى الليل ويقال فى النصف الاخير من الليل فهنا نجد ميزة كبيرة لليل دون الراحة من تعب النهار وهى الحديث مع الله فكل انسان له حبيب لا يستطيع رؤيته فان الليل يقربه اليه وربما يستمع له ويكلمه ببصيرته واحساسه . قد يشبه الصمت الليل فان الصامت عن الكلام مجهول وهكذا اجد الليل فى سكونه لا يعلم احد ما يحتويه من اسرار فان الفرح نهار الحياة والحزن ليلها هكذا تعلمنا من حياتنا ، فان راحة البال تخلق الطمأنينة فلا يخشى صاحبها من يطرق الباب فى منتصف الليل ، فياصاحب الضمير الحى انت فى الليل طائر لا تخاف احد تنتظر نهارك بسرور وتتمنى ان يسرع الليل من عمرك ليعلم الناس حقيقتك . الشوق الى الليل للراحة يختلف عنه فى اللهو والمرح والبعد عن الله بالمعصية فقد يشتاق القمر فى الظهيرة لمن ينظر اليه ويحلم البعض برؤية الشمس فى سواد الليل فهكذا هى الحياة الدنيا نحب فيها اشياء يكرهها غيرنا ونكره فيها اشياء يحبها غيرنا .